خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٣٦٩
قال أبو العباس: لما اضطر جعل الشخص بدلا من امرأة إذ كان يقصدها به ولذلك قال: كاعبان ومعصر فأبان. ومن ذلك قول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها لأن المعنى واقع على حسنات وأمثال نعت لما وقع عليه العدد.
وكذلك: وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا لأن المعنى واقع على جماعات.
وعلى هذا تقول: عندي عشرة نسابات لأنك تريد الرجال وإنما نسابات نعت. وتقول: إذا عنيت المذكر: عندي ثلاثة دواب يا فتى لأن الدواب نعت فكأنك قلت: عندي ثلاثة براذين دواب.
وتقول: عندي خمس من الشاء لأن الواحدة شاة لذكر كان أو أنثى. انتهى.
وما نقله عن المبرد هو مسطور في الكامل قال فيه: قوله: ثلاث شخوص الوجه ثلاثة شخوص ولكنه قصد إلى نساء أنث على المعنى. وأبان ما أراد بقوله: كاعبان ومعصر.
ومثله قول الشاعر: الطويل) * فإن كلابا هذه عشر أبطن * وأنت برئ من قبائلها العشر * فقال: عشر أبطن لأن البطن قبيلة وأبان ذلك في قوله: من قبائلها العشر. وقال الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها لأن المعنى حسنات. انتهى.
وكذا قال السكري في شرح أشعار اللصوص قال: كان يجب أن يقول: ثلاثة لأن الشخوص مذكرة ولكنه ذهب إلى أعيان النساء لأنهن مؤنثات وإن كان سبب اللفظ مذكرا.
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»