وأنشد له الأصمعي: الطويل * وهاب كجثمان الحمامة أجفلت * به ريح ترج والصبا كل مجفل * والمراد به هنا الرماد لأن الورقة هي لون الرماد.
وقوله: قفار مروراة إلخ القفار: جمع قفر وهو المكان الذي لا ماء فيه ولا نبات وهو صفة) لمكان قبله. و المروراة بفتح الميم والراء قال في الصحاح: هي المفازة التي لا شيء فيها وهي فعوعلة والجمع المرورى والمروريات والمراوي. و الجأب بفتح الجيم وسكون الهمزة: الحمار الغليظ من حمر الوحش. وأراد بالجأبين الذكر والأنثى وإنما يفترق كل منهما عن الآخر لعدم القوت.
وقوله: ينيران من نسج إلخ أي: يحوكان يقال: أنرت الثوب وهنرته أي: حكته. ويقال أيضا: وفي القاموس: النير علم للثوب. ونرت الثوب نيرا ونيرته وأنرته: جعلت له نيرا. وهدب الثوب: لحمته. ومن نسج كان صفة لقميصين فلما قدم عليه صار حالا منه. و الملاءة بالضم والمد: الريطة. و قميصين: بدل من ملاءة و ملاءة: مفعول ينيران و عليهما: حال من الغبار. و أسمالا: خلقا يقال: ثوب أسمال أي: خلق. و يرتديان: معطوف على ينيران ومعناه يلبسان. يريد أن الحمارين لشدة عدوهما يثور التراب ويعلوهما فيصير كالثوب عليهما. وإنما اشتد عدوهما للنجاة من هذه المفازة.
قال ياقوت: زعموا أن أول من جعل الغبار ثوبا هذا الشاعر. وكذلك قال الحصري: هو أول من نظر إلى هذا المعنى وتبعته الخنساء في قولها من أبيات وقد