خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٢٧٤
قال: وكيف وهي أمنع من عقاب الجو فقال: إذا أبيت فإني جادع أنفي وأذني ومحتال لقتلها فأعني وخلاك ذم. فقال له عمرو: أنت أبصر. فجدع قصير أنفه ثم انطلق حتى دخل على الزباء فقال: أنا قصير لا ورب البشر ما كان عليظهر الأرض أحد كان أنصح لجذيمة مني ولا أغش لك حتى جدع عمرو ابن عدي أنفي وأذني فعرفت أني لم أكن مع أحد أثقل عليه منك.
فقالت: أي قصير نقبل ذلك منك ونصرفك في بضاعتنا. فأعطته مالا للتجارة فأتى بيت مال الحيرة فأخذ مما فيه بأمر عمرو بن عدي ما ظن أنه يرضيها وانصرف إليها به.
فلما رأت ما جاء به فرحت به وزادته ولم يزل بها حتى أنست به فقال لها يوما: إنه ليس من ملكة ولا ملك إلا وينبغي لها أن تتخذ نفقا تهرب إليه عند حدوث حادثة.
فقالت: إني قد فعلت ذلك تحت سريري هذا يخرج إلى نفق تحت سرير أختي. وأرته إياه.
فأظهر سرورا بذلك وخرج في تجارته كما كان يفعل وعرف عمرو بن عدي ما فعله فركب عمرو في ألفي دارع على ألف بعير في جوالق حتى إذا صاروا إليها تقدم قصير ودخل على الزباء فقال: اصعدي حائط مدينتك فانظري إلى مالك فإني قد جئت بمال صامت.
وقد كانت أمنته فلم تكن تتهمه فلما نظرت إلى ثقل مشي الجمال قالت وقيل إنه مصنوع منسوب إليها: الرجز * ما للجمال مشيها وئيدا * أجندلا يحملن أم حديدا *
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»