خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ١٨٥
أي: الحارث والعباس فجرى هذا مجرى قولك في التذكر: قدي أي: قد انقطع أو قد قام أو قد استخرج ونحو ذلك.
وإذا كان أل عند الخليل حرفا واحدا فقد كان ينبغي أن تكون همزته مقطوعة ثابتة كقاف قد وباء بل إلا أنه لما كثر استعمالهم لهذا الحرف عرف موضعه فحذفت همزته كما حذفوا: لم يك ولم أدر ولم أبل.) ويؤكد هذا القول عندك أيضا أنهم قد أثبتوا هذه الهمزة بحيث تحذف همزات الوصل البتة وذلك نحو قول الله عز وجل: الله أذن لكم و: آلذكرين حرم أم الأنثيين ونحو قولهم في القسم: أفأ لله ولاها الله ذا. ولم نر همزة الوصل ثبتت في نحو هذا فهذا كله يؤكد أن همزة أل ليست بهمزة وصل وأنها مع اللام كقد وهل ونحوهما. انتهى كلامه.
ثم أخذ في تأييد المذهب بكون اللام هي المعرفة ونفض مذهب الخليل فقال: وأما ما يدل على أن اللام وحدها هي حرف التعريف وأن الهمزة إنما دخلت عليها لسكونها فهو جر الجار إلى ما بعد حرف التعريف وذلك نحو قولهم: عجبت من الرجل ومررت بالغلام فنفوذ الجر بحرفه إلى ما بعد التعريف يدل على أن حرف التعريف غير فاصل عندهم بين الجار والمجرور.
وإنما كان كذلك لأنه في نهاية اللطافة والاتصال بما عرفه. وإنما كان كذلك لأنه على حرف ولو كان حرف التعريف عندهم حرفين كقد وهل لما جاز الفصل به بين الجار والمجرور لأن قد و هل كلمتان بائنتان قائمتان بأنفسهما. ألا ترى أن أصحابنا أنكروا على الكسائي وغيره في قراءته: ثم ليقطع بسكون اللام.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»