خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٤٤٩
شغارة تقذ الفصيل برجلها.............. البيت فإنه من غريب شعره. وفسره قال: معنى شغارة أنها ترفع رجلها للبول. وقوله: تقذ الفصيل أي: تدفعه عن الدنو إلى الرضاع ليتوفر اللبن على الحلب. وأراد بتقذه أي: تبالغ في إيلامه وضربه ومنه الموقوذة. فأما قوله: فطارة لقوادم البكار فالفطر هو الحلب بثلاث أصابع.
والقوادم: الأخلاف. وإنما خص الأبكار بذلك لأن صغر أخلافها يمنع من حلبها ضبا. والضب هو الحلب بالأصابع الأربع فكأنه لا يمكن فيها لقصر أخلافها إلا الفطر. ومعنى البيت تعييره لنساء جرير بأنهن راعيات وذلك مما تعير به العرب النساء. ألا ترى إلى قوله قبل هذا البيت: كم عمة لك يا جرير وخالة.............. البيت) كنا نحاذر أن تضيع لقاحنا.............. البيت ثم تلا ذلك بقوله: شغارة. قال السيد المرتضى رضي الله عنه: وعندي أن قوله شغارة كناية عن رفع رجلها للزنى وهو أشبه بأن تكون مرادة في هذا الموضع. ألا ترى أنه قد وصفها بالوله وترك حفظ اللقاح عند سماعها دعاء يسار. ويسار: اسم لراع فكأنه وصفها بالوله إلى الزنى والإسراع إليه وترك حفظ ما استحفظته من اللقاح. انتهى كلامه. وترجمة الفرزدق قد تقدمت في الشاهد الثلاثين. وأنشد بعده:
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»