خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٢٧٤
ثم قال ابن خلكان: وقال ابن يونس في تاريخه: ولي يزيد بن حاتم مصر في سنة أربع وأربعين ومائة. وزاد غيره: في منتصف ذي القعدة. ثم إن المنصور خرج إلى الشام وإلى زيارة بيت المقدس في سنة أربع وخمسين ومائة ومن هناك سير يزيد بن حاتم إلى إفريقية لحرب الخوارج الذين قتلوا عامله عمر بن حفص وجهز معه خمسين ألف مقاتل واستقر واليا وكان وصوله إليها واستظهاره على الخوارج في سنة خمس وخمسين. ولما عقد المنصور ليزيد المهلبي على بلاد إفريقية وليزيد السلمي المذكور على ديار مصر خرجا معا وكان يزيد المهلبي يقوم بكفاية الجيشين فقال ربيعة الرقي:
* يزيد الخير أن يزيد قومي * سميك لا يجود كما تجود * * تقود كتيبة ويقود أخرى * فترزق من تقود ومن يقود * وقدم أشعب المشهور في الطمع على يزيد وهو بمصر فجلس بمجلسه ودعا بغلامه فساره فقام أشعب فقبل يده فقال له يزيد: لم فعلت هذا فقال: إني رأيتك تسارر غلامك فظننت أنك قد أمرت لي بشيء فضحك منه وقال: ما فعلت ولكني أفعل. ووصله وأحسن إليه.
وقدم عليه بمصر أبو عبيد الله محمد بن مسلم الشهير بابن المولى وأنشده:
* يا واحد العرب الذي * أضحى وليس له نظير * * لو كان مثلك آخر * ما كان في الدنيا فقير * فدعا يزيد بخازنه. وقال: كم في بيت مالي قال: فيه من العين والورق ما مبلغه عشرون ألف دينار. فقال: ادفعها إليه. ثم قال: يا أخي المعذرة إلى الله تعالى وإليك والله لو أن في ملكي غيرها ما ادخرته عنك.
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»