خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٢٦٧
قال ابن عصفور في شرح الإيضاح: وهو ساكن في الأصل إلا أنه حرك لالتقاء الساكنين وكانت الحركة فتحة إتباعا لما قبلها وطلبا للخفة ولأنه واقع موضوع الماضي مبني على الفتح فجعلت حركته كحركته. وزعم المرزوقي والهروي في شرح الفصيح أنها مصدر. قال الأول: شتان مصدر لم يستعمل فعله. وهو مبني على الفتح لأنه موضع فعل ماض وزيد: فاعل له. وقال الثاني: معنى شتان البعد المفرط بين الشيئين وهو اسم وضع موضع الفعل الماضي تقديره: شت زيد وعمر و أي: تشتتا وتفرقا جدا. وسبقهما الزجاج كما نقل الشارح المحقق. قال ابن عصفور: وزعم الزجاج أنه مصدر واقع موقع الفعل جاء على فعلان فخالف أخواته فبني لذلك فإن قيل: لنا فعلان في المصادر قالوا: لوى يلوي ليانا وشنئته شنآنا. وأن لو وضعت ليانا وشنآنا موضع الفعل لبقيا على إعرابهما ولم يبنيا.
فالجواب: أنهما مصدران قد استعملا بعد فعلهما وتمكنا فإذا وقعا موقع فعلهما بقيا على إعرابهما وليس كذلك شتان لأنك لا تقول شت يشت شتاتا وإنما استعمل في أول أحواله موضوعا موضع الفعل المبني فبني لذلك. انتهى. قال ناظر الجيش في شرح التسهيل: مقتضى هذا الجواب أن تبنى المصادر الملتزم إضمار ناصبها كسبحان الله ومعاذ الله. انتهى. وجوز) المازني تنوين شتان قال أبو علي في التذكرة القصرية: قال أبو عثمان: سبحان وشتان يجوز تنوينهما اسمين كانا أو في موضعهما. قال أبو علي: شتان إذا كان في موضعه فهو اسم للفعل وهو شت بمنزلة صه فإن نونته فهو نكرة وإن لم تنونه فهو معرفة.
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»