وسرف الهوى: خطؤه. ومثله قول جرير: ما في عطائهم من ولا سرف أراد أنهم يحفظون مواضع الصنائع لا أنه وصفهم بالاقتصاد والتوسط في الجود. وروي أن الفرزدق دخل على عبد الملك بن مروان أو بعض بنيه فقال له: يا فرزدق أتعرف أحدا أشعر منك قال: لا إلا أن غلاما من بني عقيل يركب أعجاز الإبل وينعت الفلوات فيجيد ثم جاءه جرير فسأله عن مثل ما سأل عنه الفرزدق فأجابه بجوابه فلم يلبث أن جاءه ذو الرمة فقال له: لا ولكن غلام من بني عقيل يقال له مزاحم يسكن الروضات يقول وحشيا من الشعر لا يقدر على قول مثله. فقال: أنشدني بعض ما تحفظ من ذلك. فأنشده:
* خليلي عوجا بي على الدار نسأل * متى عهدها بالظاعن المحتمل * * فعجت وعاجوا بين بيداء مورت * بها الريح جولان التراب المنخل *