خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٢٥٤
والبيت أورده سيبويه في موضعين من كتابه برفع كل على لغة الحجاز. قال سيبويه: وإن شئت حملته على ليس يعني إن شئت جعلت كل مرفوعا بما وجعلت أنا عارف في موضع الخبر وأضمرت في عارف هاء تعود إلى كل كأنك قلت: عارفه. ثم قال: وإن شئت حملته على كله لم أصنع. وهذا أبعد الوجهين يعني: وإن شئت رفعت كل بالابتداء وجعلت الجملة في موضع الخبر كذلك على لغة تميم كما قلت: كله لم أصنع فرفعت كل بالابتداء وأضمرت هاء في أصنع. ومعنى قوله: وهذا أبعد الوجهين يعني رفع كل بالابتداء وذلك لأن من يرفعه بالابتداء لا يعمل ما فإذا لم يعملها أمكنه أن يعمل عارف في كل فإذا لم يعمل فقد قبح إذ قد وجد السبيل إلى المختار ولا ضرورة تدعو إلى غيره. ومن رفع كل ب ما فهو لا يجد السبيل إلى إعمال عارف في كل إلا بحذف ما وحذفها يغير المعنى. وقال النحاس: ويجوز أن ينصب كلا بعارف على أنها تميمية. وقال ابن خلف: هذا البيت روي برفع كل ونصبه على جعل ما تميمية وإبطال عملها. ونصب كل) بعارف. وأنشده الفراء أيضا في تفسيره مرتين: الأولى عند قوله تعالى: يسألونك ماذا ينفقون.
قال: أنشدني أبو ثروان:
* وقالوا تعرفها المنازل من منى * البيت *
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»