خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٨٨
يكون للرجل.
وكذلك الخرب لا يكون للضب والمرمل لا يكون للعنكبوت. وكذلك همز الناب لا يكون) للوادي. والذي يقطع ببطلان ما ذهبا إليه قول الشاعر: البسيط * يا صاح بلغ ذوي الحاجات كلهم * أن ليس وصل إذا انحلت عرى الذنب * وقول أبي ثروان في المفضل كان والله من رجال العرب المعروف له ذلك بخفض المعروف على المجاورة. وفي كلام أبي ثروان وهو ممن تؤخذ عنه اللغة والعربية رد على من يقول بأن الجوار لا يكون إلا مع النكرة فإن كلا من البيت ومن كلام أبي ثروان لا يمكن فيه أن يكون تابعا للمجرور الذي قبله بحال.
وتشبيه السيرافي المسألة بنحو قول النحويين: مررت برجل قائم أبواه لا قاعدين تشبيه غير صحيح. انتهى كلام أبي حيان.
وبينه ابن هشام في المغني بعد نقل كلامهما بأنه يلزم استتار الضمير مع جريان الصفة على غير من هي له وذلك لا يجوز عند البصريين وإن أمن اللبس. وقول السيرافي إن هذا مثل: مررت برجل قائم أبواه لا قاعدين مردود لأن ذلك إنما يجوز في الوصف الثاني دون الأول. انتهى.
وقوله: ولأن هذه الصفة لا يجوز نقل الضمير إليها حتى يصح نسبتها إلى الموصوف إلى آخره هذا كلام السيرافي وهو معترف به فإنه قال بعد ما نقلناه عنه: ولا يشبه عندي: وحية بطن واد هموز الناب على هذه العلة لإنا إذا خفضنا هموز الناب فهو محمول على واد أو على بطن واد وليس هموز بمضاف إلى شيء إضافته إليه تصححه في التقدير كما كان تقدير إضافة خرب الجحر توجب تصحيح الخفض. انتهى.
وقد بين الشارح المحقق إضافة هموز إلى ما يصحح إضافته في التقدير وشرحه
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»