خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٨٦
* على هطالهم منهم بيوت * كأن العنكبوت هو ابتناها * وعلى تسليم أنها في البيت مؤنثة فإنه تأنيث ليس بعلامة إذ ليس مؤنثا بالتاء ولا بإحدى الألفين المقصورة والممدودة فأشبه التذكير إذ لم يظهر فيه من التنافر ما يظهر في التثنية.
وقد استدل لسيبويه بعضهم بقراءة يحيى بن وثاب والأمش: إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين بجر المتين ورد هذا أيضا باحتمال أن يكون المتين صفة للقوة لأنها في معنى السبب فذكر على المعنى فلا يكون من باب الخفض على الجوار.
وهذا نص سيبويه في باب النعت: وقال الخليل رحمه الله لا يقولون إلا: هذان جحرا ضب خربان من قبل أن الضب واحد والجحر جحران وإنما يغلطون إذا كان الآخر بعدة الأول وكان مذكرا مثله أو مؤنثا.
وقالوا: هذه جحرة ضباب خربة لأن الضباب مؤنثة ولأن الجحرة مؤنثة والعدة واحدة فغلطوا. وهذا قول الخليل رحمه الله. ولا نرى هذا والأول إلا سواء لأنه إذا قال: هذا جحر ضب متهدم ففيه من البيان أنه ليس بالضب مثل ما في التثنية من البيان أنه ليس بالضب.
قال العجاج: كأن نسج العنكبوت المرمل والمرمل مذكر والعنكبوت مؤنث. هذا كلام سيبويه.) وقول الشارح المحقق: وقال بعض البصريين: إن التقدير: هذا جحر ضب خرب جحره الخ هذا تخريج ابن جني في الخصائص قال فيه: الأصل هذا جحر ضب خرب جحره حذف الجحر المضاف إلى الهاء وأقيمت الهاء مقامه فارتفعت لأن المضاف المحذوف كان مرفوعا فلما ارتفعت استتر الضمير
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»