ثم إن القوم تحاجزوا والقتلى في أصحاب أبي ذؤيب أكثر فطلبوا خويلدا وهو أبو خراش ابن وائلة الهذلي وهو في الحزم ومعه امرأته فلما علم بأمرهم أمر امرأته أن تسير أمامه وتقيم بمكان وصفه لها فأخبرها أن قومه يطلبونه بذحل فإن أبطأت عليك فانعيني لقومك.
فقصدوا خويلدا حتى خرج عليهم فتنكروا له ورحبوا به ففطن لهم وانصرف راجعا فاتبعوه فسبقهم ورموه بأسهم فلم تصبه.
فهو حيث يقول: الطويل * رفوني وقالوا يا خويلد لا ترع * فقلت وأنكرت الوجوه: هم هم * هذا ما أورده السكري في آخر أشعار الهذليين.
وأوردنا القصة هنا لأن فيها أشعارا فيها شواهد إذا جاءت فيما سيأتي نحيل عليها.
وكانت هذه الوقعة قبل إسلام أبي ذؤيب وأبي خراش. والله أعلم.
وأنشد بعده الوافر * فإياكم وحية بطن واد * هموز الناب ليس لكم بسي * على أن سيبويه استدل به على جر الجوار ردا على الخليل في زعمه أنه لا يجوز إلا إذا اتفق المضاف والمضاف إليه في أمور ذكرها الشارح المحقق: منها اتفاقهما في