خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ١٠
* لبست أبي حتى تمليت برهة * وبليت أعمامي وبليت خاليا * * فقد عجبت وما بالدهر من عجب * أنى قتلت وأنت الحازم البطل * أي: كيف قتلت مع كونك شجاعا حازما. يقول: لا تعجب من الدهر فإن البطل يقتل فيه والضعيف ينجو فيه وفيه أمور مختلفة.
* ويلمه رجلا تأبى به غينا * إذا تجرد لا خال ولا بخل * هذا البيت من شواهد أدب الكاتب لابن قتيبة. قوله: ويلمه رجلا هذا مدح خرج بلفظ الذم يروى بكسر اللام وضمها. ورجلا تمييز للضمير. وقد تقدم الكلام على هذا مستوفى في باب التمييز. وتأبى مضارع أبى بمعنى تكره والجملة صفة رجلا.
والغبن بفتح الباء: الخديعة في الرأي وفعله من باب فرح. وبسكونها: الخديعة في الشراء والبيع وفعله من باب ضرب. يقول: تأبى أنت أن تقبل به نقصانا.
ومعنى التجرد ها هنا التشمر للأمر والتأهب له. وأصل ذلك أن الإنسان يتجرد من ثيابه.
يقول: إذا حاول فعل أمر أو الدخول في حرب فصار مثلا لكل من جد في الشيء وإن لم يتجرد من ثيابه.
يقول: إذا أتيته قام معك وتجرد وجد. وقوله: لا خال ولا بخل فيه وجهان: أحدهما: الخال الاختيال والتكبر فخال مبتدأ محذوف الخبر أي: لا فيه تكبر ولا بخل أو هو خبر بتقدير مضاف لمبتدأ محذوف أي: لا هو ذو خال.
وثانيهما: الخال المتكبر ذكر المصدر وأريد الوصف مبالغة أو هو وصف وأصله خول فانقلبت الواو المكسورة ألفا كقولهم رجل مال ويوم راح وأصلهما مول وروح.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»