كمشي المرأة المتبخترة الفضل.
قال ابن الشجري في أماليه: الوجه نصب الثغرة بالسالك كقولك: الضارب الرجل ويجوز خفضها على التشبيه بالحسن الوجه. واليقظان صفة الثغرة نصبتها أو خفضتها وارتفع به كالئها وجاز ذلك لعود الضمير على الموصوف.
وقوله: مشي الهلوك منصوب بتقدير: تمشي مشي الهلوك وإن شئت نصبته بالسالك لأن السالك يقطع الأرض بالمشي. انتهى.
وقال العيني: لا يجوز نصبه بالسالك لأنه موصوف باليقظان ولا تعمل الصفة بعد وصفها.
أقول: هذا سهو منه فإنه قال اليقظان صفة الثغرة كما نقلنا.
والفضل نعت للهلوك على الموضع لأنها فاعلة للمصدر الذي أضيف إليها والتقدير تمشي كما يمشي الهلوك الفضل.
وبه أنشد ابن الناظم في شرح الألفية. وزعم جماعة أنه مرفوع على المجاورة للمرفوع الذي هو الخيعل. وهذا شيء لم يقل به أحد من المحققين. وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى بأوسع) من هذا في آخر هذا الباب.
وعلى تفسير الفراء والسكري للفضل بكون صفة للخيعل.
وقد تكلم أبو علي في الإيضاح الشعري على المصراع الأول بغير ما ذكرنا تمرينا للطالب أحببنا ذكره هنا قال: إن نصبت كالئها لم يجز أن تجعلها حالا من السالك وأنت قد وصفته باليقظان لأن حينئذ تفصل بين الصلة والموصول ولكن يجوز أن تنصبه حالا عما في يقظان كأنه يتيقظ في حال حفظه إياها. ويجوز إذا نصبت كالئها أيضا أن تجعله بدلا من اليقظان.
فإن قلت: أفيجوز إذا نصبت كالئها أن أجعل الكالئ حالا من الموصول الذي هو السالك على أن لا أجعل اليقظان صفة للألف واللام ولكن أجعله صفة للثغرة فلا يلزم حينئذ إذا جعلته حالا أن أكون قد فصلت بين الصلة والموصول.