وفيه شاهد آخر وهو إبدال النكرة من المعرفة والنكرة بغير لفظ المعرفة. قال ابن جني في إعراب الحماسة عند قول الماسي: الكامل * نهل الزمان وعل غير مصرد * من آل عتاب وآل الأسود * غير أنه أعاد العامل معه وهو الجار. وبهذا استدللنا على أن البدل من جملة غير الجملة التي منها المبدل. وهو كثير في القرآن والشعر. وأكثر ما يعاد العامل مع البدل إذا كان العامل جارا من حيث صار الجار مع ما جره بمنزلة الجزء الواحد. نعم وأبد النكرة من المعرفة والنكرة بغير لفظ المعرفة.
وهذا شيء يأباه البغداديون ويقولون: لا تبدل النكرة من المعرفة حتى يكونا من لفظ واحد نحو قوله تعالى: بالناصية. ناصية كاذبة خاطئة. ورد ذلك أبو الحسن بما أنشده من قول الشاعر: إنا وجدنا بني جلان كلهم................... البيت ومثله ما أنشده أبو زيد: فلا وأبيك خير منك إني.................. البيت انتهى.
وإنما أوله الشارح المحقق بقوله: أي لا ذي طول ولا ذي قصر ليصح جعله بدل كل من كل إذ لولا التأويل لكانا متغايرين. وإنما لم يجعف لا طول بأحد التأويلات الثلاثة صفة كقوله أبيك لتخالف الموصوف والصفة فيهما تعريفا وتنكيرا فلو كان معرفا لكان صفة كما في قول أبي