خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ١٠٨
* والله لو لاقيته خاليا * لآب سيفانا مع الغالب * * أنا ابن زيابة إن تدعني * آتك والظن على الكاذب * قال الجوهري: يا لهف فلان: كلمة يتحسر بها على ما فات. ولهف: منادى مضاف أي: يا لهف احضر.) وزيابة بفتح الزاي المعجمة وتشديد المثناة التحتية وبعد الألف باء موحدة: اسم أم الشاعر.
ومثل هذا البيت في تلهيف الأم والتحسر على الفائت قول النابغة الذبياني: الكامل * يا لهف أمي بعد أسرة جعول * أن لا ألاقيهم ورهط عرار * وزعم ابن هشام في المغني أن زيابة أبو الشاعر ولم أره لغيره. وقال: أراد يا لهف أبي على الحارث أن لا أكون لقيته فقتلته. وذلك لأنه يريد يا لهف نفسي.
وفيه أنه يصح أن يكون اللهف من أمه وأبيه فلا حاجة إلى إقامة غيره مقام نفسه.
واللام في للحارث للتعليل أي: يا لهف أمي من أجل الحارث بن همام الشيباني. وجعلها ابن هشام بمعنى على.
قال أمين الدين الطبرسي في شرح الحماسة: يجوز أن يكون أورد هذا الكلام على الحقيقة فلهف لما رأى من نجاحه في غزواته وسلامته في مآبه. ويجوز أن يكون أورده على طريق الاستهزاء فوصفه بهذه الصفات والأمر بخلافه.
والأشهر أن يوصف الرجل بما هو متصف بضده تهكما به وسخرية. وهذا من أشد سباب العرب يقول الرجل لغيره: يا عاقل أو يا حليم إذا استجهله. ونحوه
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»