خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ١١٩
والكذوب: صفة خيالة وإنما لم يؤنثه لأن فعولا يستوي فيه المذكر والمؤنث. وجعلها كذوبا لأنها تخيل إليه في النوم ما لا يحق.
وقال المرزوقي: وجعلها كذوبا لما لم يحقق قولها وفعلها. يقول: لا أنزل محلا إلا رأيت هذه المرأة ملحمة برحلي اي: متصورة لي بهذه الصورة تشوقا مني وهذا في حال اليقظة أو رأيت خيالها الكاذب الذي لا حقيقة له وهذا في حال النوم.
* أآخر شيء أنت في كل هجعة * وأول شيء أنت عند هبوبي * لأن هذا في حال دون حال وذاك الدهر كله.
وقد جعلت قلوص الخ جعلت هنا بمعنى طفقت وأقبلت وأخطأ العيني في قوله إن جعلت هنا بالبناء للمفعول وقلوص اسمها وهي الناقة الشابة. وجملة مرتعها قريب في محل نصب خبرها) ومن الأكوار متعلق بقريب. واستعيرت الاسمية موضع الفعلية لأن المراد: وقد جعلت هذه القلوص يقرب مرتعها من الأكوار. وقد أورده الشارح المحقق في آخر أفعال المقاربة ويأتي بيانه هناك إن شاء الله تعالى.
وقال المرزوقي: ومرتها قريب في موضع الحال. يقول: أقبلت قلوص هذين الرجلين قريبة المرتع من رحالهم قصيرة المسرح في رواحهم لأنه لما لحقها من الكلال والإعياء لم تقدر على التباعد في المرعى. انتهى.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»