خزانة الأدب - البغدادي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٣
أحدهما: أن يكون حالا من الطير والآخر: أن يكون وصفا للماء تقديره: وماء كالورق اللجين ومثل قوله: وماء كالورق اللجين في المعنى قول علقمة: الطويل * فأوردته ماء حماما كأنه * من الأجن حناء معا وصبيب * فكما شبه خثورة الماء لتقادم عهده بالواردة بالحناء كذلك شبه الشماخ بالورق اللجين.
وقوله: عليه الطير على هذا قد حذف منه المضاف. ومثل ذلك قول الهذلي: المتقارب * تجيل الحباب بأنفاسها * وتجلو سبيخ جفال النسال * السبيخ: ما نسل من ريش الطير.
وقال الأعشى: الخفيف * وقليب أجن كأن من الر * يش بأرجائه سقوط نصال * وإن جعلت كالورق اللجين حالا للطير صار فيه ضميره ويكون معنى عليه الطير أن الطير اتخذت فيه الأوكار لخلائه وكثرتها عليه وقلة من يرده فالطير لكثرتها عليه وتكابسها فيه كالورق اللجين.
ومثل ذلك في المعنى قول الراعي: الوافر * بدلو غير مكربة أصابت * حماما في جوانبه فطارا * كأنه استقى بسقرة فلذلك لم تكن مكربة والطير قد اتخذت فيه الأوكار للخلاء. فقوله: كالورق اللجين مثل قولك صائدا به وصائد به بعد قولك:
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»