خزانة الأدب - البغدادي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٦
سائل بني أسد ما هذه الصوت إنما أنثه لأنه أراد الاستغائة. وهذا من قبيح الضرورة أعني تانيث المذكر لأن التذكير هو الأصل بدلالة أن الشيء مذكر وهو يقع على المذكر والمؤنث فعلمت بهذا عموم التذكير وأنه هو الأصل الذي لا ينكسر. ونظير هذا في الشذوذ قوله وهو من أبيات الكتاب: إذا بعض السنين تعرقتنا........... البيت وهذا أسهل من تأنيث الصوت قليلا لأن بعض السنين سنة وهي مؤنثة وهي من لفظ وزاد المبرد في الكامل على هذا الوجه وجها آخر فقال: قوله: إذا بعض السنين تعرقتنا يفسر على وجهين: أن يكون ذهب إلى أن بعض السنين يؤنث لأنه سنة وسنون. والأجود أن يكون الخبر في المعنى عن المضاف إليه فأقحم المضاف إليه توكيدا لأنه غير خارج من المعنى.
وفي كتاب الله عز وجل: فظلت أعناقهم لها خاضعين والخضوع بين في الأعناق فأخبر عنهم فأقحم الأعناق توكيدا وكان أبو زيد الأنصاري يقول:
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»