خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٩٠
على أن وسط ساكنة السين قد تتصرف وتخرج عن الظرفية كما في هذا البيت.
وصدره: أتته بمجلوم كأن جبينه فوسطها مرفوع على أنه مبتدأ وجملة قد تفلق خبره.
كذا أورده أبو علي الفارسي في الإيضاح الشعري وابن جني في الخصائص وأوردا له نظائر.
قال ثعلب في الفصيح: جلس وسط القوم بسكون السين وجلس وسط الدار واحتجم وسط رأسه بفتح السين. قال شارحه الإمام المرزوقي: النحويون يفصلون بينهما ويقولون: وسط بسكون السين اسم الشيء الذي ينفك عن المحيط به جوانبه تقول: وسط رأسه دهن لأن الدهن ينفك عن الرأس ووسط رأسه صلب لأن الصلب لا ينفك عن الرأس. وربما قالوا: إذا كان آخر الكلام هو الأول فاجعله وسطا بالتحريك وإذا كان آخر الكلام غير الأول فاجعله وسطا بالتسكين.
وحكى الأخفش: أن وسطا قد جاء في الشعر اسما وفارق الظرفية وأنشد بيتا آخره وسطها قد تفلقا وسطها مبتدأ مرفوع. ويقال: وسطت الأمر أسطه وسطا بالسكون. وأبو العباس ثعلب راعى فيما اختاره هنا أن وسطا إذا كان بعض ما أضيف إليه يحرك السين منه وإذا كان غير ما أضيف إليه يسكن سينه ألا ترى أن وسط الدار بعضها وأن وسط القوم غيرهم فاما تفسيرهم لوسط ببين فبين لشيئين يتباين أحدهما عن الآخر فصاعدا تقول: بين زيد وعمرو بين لتباينهما وإن كررت بين للتأكيد جاز. ووسط لشيئين يتصل أحدهما بالآخر تقول: وسط الحصير قلم ولا تقول: بين الحصير قلم إلا أنه يستعار فيوضع بدلا منه. انتهى.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»