خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٩
رأيت الناس ما حاشا قريشا.. البيت انتهى كلام المغني.
ورأيت: من الرؤية القلبية تطلب مفعولين والثاني هنا محذوف تقديره دوننا أو الجملة هي المفعول الثاني والفاء زائدة كما قال الدحاميني وزعم: العيني وتبعه السيوطي في شواهد المغني: أن رأيت من الرأي ولهذا اكتفى بمفعول واحد. وهذا لا معنى له هنا. فتأمل.
وروي أيضا: فأما الناس ما حاشا قريشا فالفاء في المصراع الثاني فاء الجواب. والفعال: بفتح الفاء قال ابن الشجري في أماليه: هو كل فعل حسن: من حلم أو سخاء أو إصلاح بين الناس أو نحو ذلك. فإن كسرت فاؤه صلح لما حسن من الأفعال وما لم يحسن.
وهذا البيت قال العييني وتبعه السيوطي: إنه للأخطل من قصيدة. وقد راجعت ديوانه مرتين ولم أجده فيه ورأيت فيه أبياتا على هذا الوزن يهجو بها جريرا ويفتخر بقومه فيها وليس فيها هذا البيت وأول تلك الأبيات:
* لقد جاريت يا ابن أبي جرير * عذوما ليس ينظرك المطالا * والله أعلم بحقيقة الحال.
وأنشد بعده وهو الشاهد الرابع والثلاثون بعد المائتين وهو من شواهد سيبويه:
* سبحانه ثم سبحانا نعوذ به * وقبلنا سبح الجودي والجمد *
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»