وتممه شراح شواهده بما ذكره الشارح. وهذه الرواية لا ارتباط لها بما بعدها كما هو الظاهر. قال أبو عبيدة كما في النوادر: أبرحت في معنى صادفت كريما. وقال غيره: أبرحت بمن أراد اللحاق بك تبرح به فيلقى دون ذلك شدة. والبرح: العذاب والشدة ومن ذلك برحت بفلان انتهى.
فالرب على الأول الممدوح وعلى الثاني الصاحب. وقال النحاس: قال الأصمعي: أبرحت ربا أي: أبلغت. وقال الأسعدي: أبرح فلان رجلا: إذا فضله. وهذا كله على أن ربا مفعول به لا تمييز.
وقال الأعلم: قوله: فأبرحت ربا الخ الشاهد فيه نصب رب ودار على التمييز. والمعنى أبرحت من رب ومن جار أي: بلغت غاية الفضل في هذا النوع. وصدر البيت: تقول ابنتي حين جد الرحيل أبرحت ربا) والمعنى على هذا. أبرح ربك وأبرح جارك. ثم جعل الفعل لغير الرب والجار كما تقول: طبت نفسا أي: طابت نفسك. وهذا أبين من التفسير الأول وعليه يدل صدر البيت. وأراد بالرب الملك الممدوح. وكل من ملك شيئا فهو ربه. انتهى.
وقال الشارح المحقق: أبرحت أي: جئت بالبرح وصرت ذا برح والبرح: الشدة. فمعنى أبرحت صرت ذا شدة وكمال أي: بالغت وكملت ربا. فهو نحو كفى زيد رجلا أي: أبرح جار هو أنت.. فالرب على قول الأعلم الممدوح وعلى قول الشارح نفس الشاعر ومعنى البيت على هذا إنما هو بقطع