وقال الشارح المحقق في آخر بحث النداء: هو رقية يصيدون بها الكرا فيسكن ويطرق حتى يصاد. وهو في هذا تابع للزمخشري فإنه قال: يقال للكروان ذلك إذا أريد اصطياده. أي: تطأطأ واخفض عنقك للصيد فإن أكبر منك وأطول أعناقا وهي النعام قد صيدت وحملت من الدو إلى القرى. يضرب لمن تكبر وقد تواضع من هو أشرف منه. ومثله لصاحب القاموس فإنه قال: وأطرق كرا يضرب لمن يخدع بكلام يلطف له ويراد به الغائلة.
وقال ابن الحاجب في الإيضاح: واطرق كرا مثل لمن يتكلم وبحضرته أولى منه بذلك: كأن أصله خطاب للكروان بالإطراق لوجود النعام ولذلك يقال إن تمامه:
*.... أطرق كرا * إن النعام في القرى * ويقال: إن الكروان يخاف من النعام.) ومثله في العباب للصاغاني فإنه قال: وأطرق: أرخى عينه ينظر إلى الأرض وفي المثل: أطرق كرا.. البيت. يضرب للمعجب بنفسه وللذي ليس عنده غناء ويتكلم فيقال: اسكت وتوق انتشار ما تلفظ به كراهية ما يتعقبه. وقولهم: إن النعام في القرى أي: تأتيك فتدوسك بمناسمها. ويقال أيضا: أطرق كرا يجلب لك يضرب للأحمق في تمنيه الباطل فيصدق.
وقال الأعلم الشنتمري في شرح الأشعار الستة: يضرب لرجل يظن أنك محتاج إليه فتقول له: اسكن فقد أمكنني من هو أنبل منك وأرفع. والنعام إنما يكون في القفار فإذا كان بالقرى فقد أمكن. انتهى.
تتمة: كروان يجمع على كراوين كورشان يجمع على وراشين وقالوا يجمع أيضا على غير قياس على كروان بكسر الكاف وسكون الراء كما يجمع ورشان على ورشان وهو جمع بحذف الزوائد.
كأنهم جمعوا كرا مثل أخ وإخوان.
قال ابن جني في الخصائص: وذلك أنك لما حذفت ألفه ونونه بقي معك