* وبتنا نقبل أسيافنا * ونمسحها من دماء العدا * * لتعلم مصر ومن بالعراق * ومن بالعواصم أني الفتى * * وأني وفيت وأني أبيت * وأني عتوت على من عتا * فقال عضد الدولة: هو ذا يتهددنا المتنبي ثم لما نفض غبار السفر واستراح ركب إلى عضد الدولة فلما توسط الدار انتهى إلى قرب السرير مصادمة فقبل الأرض واستوى قائما وقال: شكرت مطية حملتني إليك واملا وقف بي عليك ثم سأله عضد الدولة عن مسيره من مصر وعن علي بن حمدان فذكره وانصرف وما أنشده فبعد أيام حضر السماط وقام بيده درج فأجلسه عضد الدولة وأنشده: مغاني الشعب طيبا في المغاني فلما أنشدها وفرغوا من السماط حمل إليه عضد الدولة من أنواع الطيب في الأردية الأمنان) من بين الكافور والعنبر والمسك والعود وقاد فرسه الملقب بالمجروح وكان اشترى له بخمسين ألف شاة وبدرة دراهمها عدلية ورداء حشوه ديباج رومي مفصل وعمامة قومت بخمسمائة دينار ونصلا هنديا مرصع النجاد والجفن بالذهب. وبعد ذلك كان ينشده في كل حدث يحدث قصيدة إلى أن حدث يوم نثر الورد فدخل عليه والملك على السرير في قبة يحسر البصر في ملاحظتها والأتراك ينثرون الورد فمثل المتنبي بين يديه وقال: ما خدمت عيني قلبي كاليوم وأنشأ يقول:
* قد صدق الورد في الذي زعما * أنك صبرت نشره ديما * * كأنما مائح الهواء به * بحر حوى مثل مائه عنما * فحمل على فرس بمركب وألبس خلعة ملكية وبدرة بين يديه محمولة. وكان