فأنشده: أقفر من أهله عبيد فاليوم لا يبدي ولا يعيد وأنشد هذا البيت صاحب الكشاف عند قوله تعالى: قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد على أن هذه الكلمة قد صارت مثلا في الهلاك من غير نظر إلى مفرداتها وهو في الأصل كناية لأن الهالك لم يبق له إبداء ولا إعادة كما يقال: لا يأكل ولا يشرب أي: مات. فقال له الملك: ويحك يا عبيد أنشدني قبل أن أذبحك فقال عبيد: والله إن مت ما ضرني فقال له: لابد من الموت فاختر: إن شئت من الأكحل وإن شئت من الأبجل وإن شئت من الوريد: فقال عبيد: ثلاث خصال كسحابات عاد واردها شر وراد وحاديها شر حاد ومعادها شر معاد ولا خير فيها لمرتاد فإن كنت لابد قاتلي فاسقني الخمر حتى إذا ذهلت منها ذواهلي وماتت لها مفاصلي فشأنك وما تريد. ففعل به ما أراد فلما طابت نفسه ودعا به ليقتله أنشأ يقول:
* وخيرني ذو البؤس يوم بؤسه * خصالا أرى في كلها الموت قد برق * * كما خيرت عاد من الدهر مرة * سحائب ما فيها لذي خيرة أنق * * سحائب ريح لم توكل ببلدة * فتتركها إلا كما ليلة الطلق * الشاهد السابع عشر بعد المائة)) وهو من شواهد س: