وحكي عن يونس بن حبيب النحوي أنه قال كنت عند أبي عمرو بن العلاء فجاءه شبيل بن عزرة الضبعي فقام إليه أبو عمرو وألقى إليه لبدة بغلته فجلس إليها ثم أقبل عليه يحدثه فقال شبيل يا أبا عمرو سألت رؤبتكم عن اشتقاق اسمه فما عرفه قال يونس فلم أملك نفسي عند ذكر رؤبة فقلت لعلك تظن أن معد بن عدنان أفصح منه ومن أبيه أفتعرف أنت ما الرؤبة وكررها خمسا فلم يحر جوابا وقام مغضبا فقال لي أبو عمرو هذا رجل شريف يزور مجلسنا ويقضي حقوقنا وقد أسأت بما فعلت مما واجهته به فقلت لم أملك نفسي عند ذكر رؤبة فقال أوقد سلكت على تقويم الناس وحكى المدائني قال قدم البصرة راجز من رجاز العرب فجلس إلى حلقة فيها الشعراء وجعل يقول أنا أرجز العرب أنا الذي أقول (الرجز) * مروان يعطي وسعيد يمنع * مروان نبع وسعيد خروع * والله أنا أرجز من العجاج فليت البصرة جمعت بيني وبينه ورؤبة والعجاج حاضرا المجلس فقال رؤبة لأبيه قد أنصفك الرجل فقم إليه فأقبل عليه وقال هأنا العجاج وزحف إليه قال أي العجاجين أنت قال ما خلتك تعني غيري أنا عبد الله الطويل وكان يعرف بذلك فقال ما عنيتك وما قصدتك قال كيف وقد هتفت باسمي وتمنيت أن تلقاني قال أو ما في الدنيا عجاج سواك قال فهذا ابني رؤبة قال اللهم غفرا إنما مرادي غيركما فضحك الناس وكفا عنه قال ابن قتيبة في كتابه الشعر والشعراء قال أبو عبيدة دخلت على رؤبة وهو يجيل جرذانا في النار فقلت أتأكلها قال نعم إنها خير من دجاجكم
(١٠٤)