على مقدمتهم زمانا طويلا لا تفعل فوالله لئن قتلته ليقتلن به منكم كبش لا يسأل عن خاله من هو وإياك أن تحقر البغي فإن عاقبته وخيمة وقد اعتزلنا عمه وأبوه وأهل بيته وقومه فأبى مهلهل إلا قتله فطعنه بالرمح وقتله وقال بؤ بشسع نعل كليب يقال أبأت فلانا بفلان فباء به إذا قتلته به ولا يكاد يستعمل هذا إلا والثاني كفء للأول فبلغ فعل مهلهل عم بجير وكان من أحلم أهل زمانه وأشدهم بأسا فقال الحارث نعم القتيل قتيل أصلح بين أبني وائل فقيل له إنما قتل بشسع نعل كليب فلم يقبل ذلك وأرسل الحارث إلى مهلهل إن كنت قتلت بجيرا بكليب وانقطعت الحرب بينكم وبين إخوانكم فقد طابت نفسي بذلك فأرسل إليه مهلهل إنما قتلته بشسع نعل كليب فغضب الحارث ودعا بفرسه وكانت تسمى النعامة فجز ناصيتها وهلب ذنبها وهو أول من فعل ذلك بالخيل وقال * قربا مربط النعامة مني * لقحت حرب وائل عن حيال * * لا بجير أغنى قتيلا ولا رهط * كليب تزاجروا عن ضلال * * لم أكن من جناتها علم * الله وإني لجمرها اليوم صالي * * قربا مربط النعامة مني * إن قتل الغلام بالشسع غالي * و لقحت حملت والحيال أن يضرب الفحل الناقة فلا تحمل وهذا مثل ضربه لأن الناقة إذا حالت وضربها الفحل كان أسرع للقاحها وإنما يعظم أمر الحرب لما تولد منها من الأمور التي لم تكن تحتسب ثم ارتحل الحارث مع قومه حتى نزل مع جماعة بكر بن وائل وعليهم يومئذ
(٤٥٠)