* يا بؤس للحرب التي * وضعت أراهط فاستراحوا * وهو من أبيات مغني اللبيب أورده على أن الأصل يا بؤس الحرب فأقحمت اللام بين المتضايفين تقوية للاختصاص ثم قال وهل انجرار ما بعدها بها أو بالمضاف قولان أرجحهما الأول لأن الجار أقرب ولأنه لا يعلق وفي أمالي ابن الشجري قال المبرد من قال يا بؤسا لزيد جعل النداء بمعنى الدعاء على المذكور ومثله يا بؤس للحرب البيت كأنه دعاء على الحرب وأراد يا بؤس الحرب فزاد اللام ويجوز عندي أن يكون من قبيل الشبيه بالمضاف نحو لا مانع لما أعطيت ولم أر من جوزه فيه ويجوز أن يكون المنادى محذوفا وبؤس منصوبا على الذم واللام مقحمة أو حذف التنوين للضرورة أي يا قوم أذم شدة الحرب ومعنى وضعت أراهط حطتهم واسقطتهم فلم يكن لهم ذكر شرف في هذه الحرب فاستراحوا من مكابدتها كالنساء وفيه حذف مضاف أي وضعت ذكر أراهط وهو جمع أرهط جمع رهط وهو النفر من ثلاثة إلى عشرة وقد جاء أرهط مستعملا قال رؤبة (الرجز) * وهو الذليل نفرا في أرهطه * وزعم أكثر النحويين أن أراهط جمع رهط على خلاف القياس وروى برفع أراهط فالمفعول محذوف أي وضعتها أراهط والأول أنسب فإن هذا الشعر قاله سعد في حرب البسوس حين هاجت الحرب بين بكر وتغلب لقتل كليب
(٤٤٧)