وأنشد بعده وهو الشاهد الثمانون وهو من شواهد سيبويه (الطويل) * وما ليل المطي بنائم * أصله * لقد لمتنا يا أم غيلان بالسرى * ونمت وما ليل المطي بنائم * على أن الزمان يسند إليه كثيرا ما يقع فيه فإن النوم يقع في الليل وقد أسند إليه مجازا عقليا كقول رؤبة (الرجز) * فنام ليلي وتجلى همي * فإن قلت إن الشاعر قد نفى النوم عن الليل فكيف ذلك مع قول الشارح بأن النوم قد أسند إلى الليل قلت النفي فرع الإثبات وقد أورده سيبويه على أن وصف الليل بأنه غير نائم على طريق الاتساع والليل لا ينام ولا يوصف بأنه غير نائم لأنه ليس من الحيوان وكان حقه بمنوم فيه وأراد وما ليل أصحاب المطي فحذف وأراد بأصحاب المطي من يركب ويسافر فلا ينبغي أن ينام من أول الليل إلى آخره وأم غيلان قال ابن خلف هي بنت جرير يقول لمتنا في تركنا النوم واشتغالنا بالسرى والمطي جمع مطية وهي الراحلة التي يمتطى ظهرها أي يركب والسري سير الليل وهذا البيت من قصيدة لجرير يرد بها على الفرزدق مطلعها (الطويل) * لا خير في مستعجلات الملاوم * ولا في حبيب وصله غير دائم * * تركت الصبا من رهبة أن يهيجني * بتوضح رسم المنزل المتقادم *
(٤٤٣)