خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ٥٩
لأنه يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي دخل فيه وقيل لأنه يستر كفره فشبه بالذي يدخل النفق وهو السرب يستتر فيه والجحر يكون للضب واليربوع والحية والجمع جحرة كعنبة وانجحر الضب على انفعل أوى إلى جحرة وقوله بالشيحة رواة أبو عمر الزاهد وغيره تبعا لابن الأعرابي ذي الشيحة وقال لكل يربوع شيحة عند جحرة ورد الأسود أبو محمد الأعرابي الغندجاني على ابن الأعرابي وقال ما أكثر ما يصحف في أبيات المتقدمين وذلك أنه توهم أن ذا الشيحة موضع ينبت الشيح وإنما الصحيح ومن جحرة بالشيخه بالخاء المعجمة وقال هي رملة بيضاء في بلاد بني أسد وحنظلة وكذا رواه الجرمي أيضا والشين في الروايتين مكسورة وقوله اليتقصع رواه أبو محمد الخوارزمي عن الرياشي بالبناء للمفعول يقال تقصع اليربوع دخل في قاصعائه فتكون صفة للجحر وصلته محذوفة أي من جحرة الذي يتقصع فيه كما قدره ابن جني في سر الصناعة وروي بالبناء للفاعل فيكون صفة اليربوع ولا حذف ورواه أبو زيد المتقصع بصيغة اسم المفعول وقال والمتقصع متفعل من القاصعاء فيكون صفة اليربوع أيضا لكن فيه حذف الصلة قال أبو الحسن الأخفش في شرح نوادر أبي زيد رواه لنا أبو العباس ثعلب اليتقصع واليجدع قال هكذا رواه أبو زيد قال والرواية الجيدة عنده المتقصع والمجدع وقال لا يجوز إدخال أل على الأفعال فإن أريد بها الذي كان افسد في العربية وكان لا يلتفت إلى شيء من هذه الروايات التي تشذ عن الإجماع والمقاييس ومعنى البيت إنكم إن حاربتمونا جئناكم بجيش لهام يحيطون بكم فيوسعونكم قتلا وأسرا ولا نجاه لكم ولو احتلتم بكل حيلة كاليربوع الذي يجعل النافقاء حيلة لخلاصة من الحارش فإذا كثر عليه الحارش أخذوا عليه من نافقائه وقاصعائه فلا يبقى له مهرب البتة وروى بعض شراح الشواهد هذا البيت بعد البيتين الأولين ولم يزد على الثلاثة وظن أن قوله يستخرج اليربوع بالبناء للمعلوم معطوف على قوله يقول الخنى فقال ووصفة أخيرا بالخديعة والمكر ثم أخذ الشاعر في الفخر عليه بما فعل قومه فيهم من القتل والأسر في الحروب
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»