وهو الحيوان الذي لا ينطق والأعجم أيضا الإنسان الذي في لسانه عجمة وإن كان بدويا لشبهة بالحيوان وناطقا فاعل من النطق قال الراغب النطق في التعارف الأصوات المقطعة التي يظهرها اللسان وتعيها الآذان ولا يقال للحيوانات ناطق إلا مقيدا أو على طريق التشبيه كقول الشاعر (الطويل) * عجبت لها أنى يكون غناؤها * فصيحا ولم تفغر بمنطقها فما * انتهى وهو هنا مجاز عن الصوت من إطلاق الخاص وإرادة العام وهو منصوب على التمييز للنسبة وأصله وأبغض نطق العجم أي تصويتها فلما حذف صارت نسبة البغض إلى العجم مبهمة ففسرت بالتمييز ولابد من هذا المحذوف ليصح الإخبار أراد الشاعر تشبيه صوته إذ يقول الخنى في بشاعته بصوت الحمار إذ تقطع أذناه وصوت الحمار شنيع في غير تلك الحال فما الظن به فيها وزعم جماعة أن ناطقا حال ثم اختلفوا فقال بعضهم هو حال من العجم ويرد عليه أنه مفرج وصاحب الحال جمع ومن صححه بإنابة المفرد مناب الجمع أو أن ناطقا بمعنى ذات نطق فقد تكلف وقال بعضهم هو حال من أبغض ويرد عليه أن الأصح أن المبتدأ لا يتقيد بالحال وجوز هذا القائل أن يكون حالا من ضمير يقول مع اعترافه بأنه يلزم الفصل بين المبتدأ والخبر بالأجنبي وذهب بعضهم إلى أنه حال من ضمير أبغض وهذا سهو إذ ليس فيه ضمير ولو كان خبرا لتحمله وقوله إلى ربنا متعلق بأبغض وروى ابن جني في سر الصناعة إلى ربه فالضمير يرجع إلى ابن ديسق وقوله اليجدع قال الصاغاني الجدع بالدال المهملة قطع الأنف وقطع الأذن وقطع اليد وقطع الشفة وجدعته أي سجنته وحبسته ثم قال وحمار مجدع مقطوع الأذنين وأنشد هذا البيت عن نوادر أبي زيد وزعم شارح مغني اللبيب وهو الحق أنه من جدعت الحمار سجنته قال لأن الحمار إذا حبس كثر تصويته وإذا جعل من الجدع الذي هو قطع الأذن لم يظهر له معنى قال السيوطي وليس كما قال لأن صوت الحمار حالة تقطيع أذنه أكثر وأقبح وكأنه ظن أن المراد صوته بعد التجديع وليس كذلك بل المراد وقت التجديع هذا كلامه وفيه
(٥٦)