يومي مضر في اليمن كان يوما عظيما قتل فيه مرة بن عاهان وصلاءة بن العنبر والجموح ومعارك وقال الأصمعي المنتشر هو ابن هبيرة بن وهب بن عوف بن حارث بن ورقة ابن مالك قال السيد المرتضى في أماليه المسماة غرر الفوائد ودرر القلائد وهذه القصيدة من المراثي المفضلة المشهورة بالبراعة والبلاغة قال وقد رويت أنها للدعجاء أخت المنتشر وقيل لليلى أخته قال ومن هنا اشتبه الأمر على عبد الملك بن مروان فظن أنها لليلى الأخيلية وينبغي أن نورد هذه القصيدة مشروحة لأمور منها أنها نادرة قلما توجد ومنها أنها جيدة في بابها ومنها أن كثيرا من أبياتها شواهد في كتب العلماء ونورد أولا خبر المنتشر حتى يظهر بناء القصيدة عليه وكان من حديثه على ما رواه أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب في روايته ديوان الأعشى قال خرج المنتشر ابن وهب الباهلي يريد حج ذي الخلصة ومعه غلمه من قومه والأقيصر بن جابر أخو بني فراص وكان بنو نفيل بن عمرو بن كلاب أعداء له فلما رأوا مخرجه وعورته وما يطلبه به بنو الحارث بن كعب وطريقة عليهم وكان من حج ذا الخلصة أهدى له هديا يتحرم به ممن لقيه فلم يكن مع المنتشر هدي فسار حتى إذا كان بهضب النباع انكسر له بعض غلمته الذين كانوا معه فصعدوا في شعب من النباع فقالوا في غار فيه وكان الأقيصر يتكهن وأنذر بنو نفيل بالمنتشر بني الحارث بن كعب فقال الأقيصر النجاء يا منتشر فقد أتيت فقال لا أبرح حتى أبرد فمضى الأقيصر وأقام المنتشر وأتاه غلمته بسلاحه وأراد قتالهم فأمنوه وكان قد أسر رجلا من بني الحارث بن كعب يقال له هند بن أسماء بن زنباع فسأله أن يفدي نفسه فأبطأ عليه فقطع أنملة ثم أبطأ فقطع منه أخرى وقد أمنه القوم
(١٩٣)