الثاني أن العير رجل من العمالقة وقيل من عاد كان له بنون وواد خصيب وكان حسن الطريقة فخرج بنوه يتصيدون فأصابتهم صاعقة فأحرقتهم فكفر بالله وقال لا أعبد ربا أحرق بني وأخذ في عبادة الأصنام ودعا قومه إليها فمن أبى قتله فسلط الله على واديه نارا فأهلكه وأخرب واديه والوادي بلغة اليمن الجوف قال حمزة الأصبهاني في أمثاله قال أبو نصر قال الأصمعي حدثني ابن الكلبي عن فروة بن سعيد عن عفيف الكندي أن هذا الذي ذكرته العرب كان رجلا من بقايا عاد يقال له حمار بن مويلع فعدلت العرب عن ذكر الحمار إلى ذكر العير لأنه في الشعر أخف وأسهل مخرجا 1 ه وقد ضربت العرب المثل به في الخراب والخلاء فقالوا أخرب من جوف حمار وأخلى من جوف حمار قال الشاعر (الرمل) * * وبشؤم البغي والغشم قديما * ما خلا جوف ولم يبق حمار * وقالوا أيضا أكفر من حمار وقال بعضهم أراد بجوف العير وسط السيف والعير وسط السيف والخليع قال ابن قتيبة في أبيات المعاني هو الذي قد خلعه أهله لجناياته والمعيل الذي ترك يذهب ويجيء حيث شاء وقال الخطيب التبريزي الخليع المقامر ويقال هو الذي خلع عذاره فلا يبالي ما ارتكب والمعيل الكثير العيال وأراد يعوي عواء مثل عواء الخليع وقوله إن كنت لما تمول لما نافية وتمول مضارع محذوف منه التاء الماضي تمول إذا صار ذا مال ومثله مال الرجل يمول ويمال مولا ومؤولا يقول إن كنت لم تصب من الغنى ما يكفيك فإن
(١٤٦)