تعطير الأنام في تعبير المنام - الشيخ عبد الغني النابلسي - ج ١ - الصفحة ٢٠٢
وإن كان حارا شديد الحرارة فإنه يكون كسوبا ولا يكون له تدبير ولا مداراة ولا له عند الناس محمدة ولا لنعمته بهاء ولا ذكر ومن رأى أنه دخل حماما فهو دليل الحمى الناقض ومن رأى أنه شرب من البيت الحار ماء مسخنا أو صب عليه أو اغتسل به على غير هيئة الغسل فهو غم وهم ومرض وفزع من الجن بقدر سخونة الماء وإن شربه من البيت الأوسط فهو حمى صالب وإن شربه من البيت البارد فإنه برسام فان رأى أنه اغتسل بالماء البارد فهو برؤه وإذا اجتمع الحمام والاغتسال والثورة فخذ بالاغتسال والنورة ودع الحمام فان ذلك أقوى في التأويل فان رأى في تلك المحلة حماما مجهولا فان هناك امرأة تأتيها الناس ومن رأى أنه يغتسل في الحمام أصابه غم من عدوه وربما يمرض ومن رأى أنه يبنى حماما قضيت حاجته والحمام يدل على جهنم وقيم الحمام يدل على خازنها ويدل على دار الحاكم وقيمها القاضي ويدل على المرأة وقيمها زوجها أو العاقد يدل على دار زانية وقيمها رجل ديوث وهو الذي يجمع بين الرجال والنساء ويدل على السجن وقيمها السجان ويدل على البحر وقيمه رئيس السفينة ومدبرها وربما دل الحمام على دور أهل الشر والخصام والكلام ومن رأى نفسه في حمام أو رآه غيره فان رأى فيه شيئا فإنه في النار والحميم لان جهنم أدراك وأبواب مختلفة وفيها الحميم والزمهرير وإن رأى مريض ذلك فان رأى أنه خارج من البيت الحار إلى بيت الزمهرير وكانت علته في اليقظة حرا تحلت عنه وإن اغتسل أو خرج منه خرج سليما وإن كانت علته بردا تزايدت وخيف عليه فان اغتسل مع ذلك وليس بياضا من الثياب خلاف عادته وركب مركوبا لا يليق به كان ذلك غسله وكفنه ونعشه وإن كان ذلك في الشتاء خيف عليه الفالج فان رأى أنه داخل إلى البيت الحار فعلى ضد ما تقدم في الخروج يجرى الاعتبار ويكون البيت الأوسط لمن جلس فيه من المرضى دالا على توسطه في علته حتى يدخل أو يخرج منها فاما لكسبه
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست