أو فاقته فإن كان غير مريض وكانت له خصومة أو حاجة في دار حاكم أو سلطان كان في الحكم له أو عليه على قدر ما ناله في الحمام من شدة حرارته أو برده أو زلق أو رش فان لم يكن شئ من ذلك وكان الرجل أعزب تزوج أو حضر في وليمة أو جنازة وكان فيها من الجلبة والغوغاء والغموم والهموم كالذي يكون في الحمام وإلا نالته غمة من سبب النساء وقد يجمع ذلك فيناله غمة من سبب مال الدنيا عند حاكم لما فيه من جريان الماء والعرق وهي أموال وربما دل العرق خاصة على الهم والتعب والمرض مع غمة الجمام وحرارته فإن كان متجردا من ثيابه فالامر مع زوجته ومن أجلها وناحيتها وناحية أهلها يجرى عليه ما يؤذن الحمام به فإن كان فيه بأثوابه فالامر من ناحية أجنبية أو بعض المحارم كالأم والبنت والأخت ومن رأى أنه دخل الحمام من قناة أو طابقة صغيرة في بابه أو كان معه أسد أو سباع أو وحش أو غربان أو حيات فإنها امرأة يدخل إليها في ريبة ويجتمع عندها مع أهل الشر والفجور من الناس والحمام دال على دار العلم والرباط والجامع والسوق الذي هو محل المكسب والمغرم ويدل على الموسم ويدل على التوبة للفاسق والهدى للضال والغنى للفقير والشفاء للمريض وربما دل على دار السلطان لما فيها من الجناية والتعري وكشف الرؤوس وأخذ الأموال وربما دل على البحر وسوق الصرف فان دخلها مريض واغتسل بماء يوافقه دل ذلك على زوال مرضه وإن استعمل فيها ماء غير موافق دل على الهم والنكد وزيادة الأمراض وإن اغتسل فيها السليم وتنظف نال علما يهتدى به أو قضى دينه أو تاب الله عليه مما هو مرتكبه وإن كان أعزب تزوج وإن كان فقيرا استغنى وإن اغتسل بالماء على ثيابه ابتلى بحسن زانية وأفسد معها دينه وارتكبه الدين بسببها وإن رأى ميتا في الحمام فإن كان في بيت الحرارة دل على أنه مطالب بما عليه من التبعات خصوصا إن كان لابسا ثيابا دنسة أو مكشوف العورة فان رأى كأنه خرج من الحمام وعليه قماش حسن
(٢٠٣)