على الظلمة والحمار جد الانسان وسعيه كيفما رآه سمينا كان أو مهزولا فإذا كان الحمار كبيرا فهو رفعة وإن كان جيد المشي فهو فائدة الدنيا وإذا كان جميلا فهو جمال لصاحبه وإذا كان أبيض فهو زين صاحبه وبهاؤه وإن كان مهزولا فهو فقر صاحبه والسمين مال صاحبه وإذا كان أسود فهو سروره وسيادته وملك وشرف وهيبة وسلطان والأخضر ورع ودين وكان ابن سيرين رحمه الله تعالى يفضل الحمار على سائر الدواب ويختار منها الأسود والحمار بسرج ولد في عز وطول ذنبه بقاء دولته في عقبه وموت الحمار يدل على موت صاحبه أو طول عمره وحافر الحمار قوام ماله وقيل من مات حماره ذهب ماله وإلا قطعت صلته أو وقعت دكانه أو أخرج منها أو مات عبده الذي كان يخدمه أو مات أبوه أو جده الذي كان يكلمه ويعوله وإلا مات سيده الذي كان يحبه أو باعه أو سافر عنه وإن كانت امرأة طلقها زوجها أو مات عنها أو سافر عن مكانها وأما الحمار الذي لا يعرف فإنه رجل جاهل لجوج أو كافر فان نهق فوق الجامع أو على المئذنة دعا كافر إلى كفره أو مبتدع إلى بدعته وإن أذن أذان الاسلام أسلم ودعا إلى الحق وكانت فيه آية وعبرة ومن رأى أن له حميرا فان له قوما جهالا ومن ركب حمارا ومشى به مشيا طيبا موافقا فان جده وسعيه موافق حسن ومن أكل لحم حمار أصاب مالا وجدة فان رأى أن حماره لا يسير إلا بالضرب فإنه لا يطعم إلا بالدعاء وإن دخل حماره دارا موقرا فهي جدة توجه إليه بالخير على جوهر 7 ما يحمل ومن رأى حماره تحول بغلا؟ فان جده ومعيشته تكون من سفر وإن تحول فرسا فان معيشته تكون من سلطان فان تحول سبعا فان جده ومعيشته من سلطان ظالم فان تحول كبشا فان جده من شرف وتميز ومن رأى أنه حمل حماره فان ذلك قوة يرزقه الله تعالى على جده حتى يتعجب منه ومن جمع روث الحمار ازداد ماله ومن صارع حمارا بغض أقرباءه والحمار للمسافر خير مع بطء
(٢١٣)