من فقه الجنس في قنواته المذهبية - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٨٥
فقد وعيه ونام فانكشفت عورته فرآه ابنه حام واخذ يضحك وأخبر أخويه سام ويافث فزجراه وحملا رداء ووليا ظهرهما لأبيهما حتى وصلا فستراه حتى لا يريا عورته (فلما انتبه وأخبر بذلك دعا على حام وولده كنعان بن حام، ولعن كنعان وذريته وطلب أن يكون ولد كنعان عبيدا لأولاد سام ويافث (1).
وانطلاقا من ذلك فكل الناس المتكونون من ذرية سام ويافث عبيد لليهود شعب الله المختار يجوز استرقاقهم ومعاملتهم بعنف ولا يجوز تحريرهم أو افتداؤهم، بل يبقون رقيقا إلى أبد الدهر (2).
أما اليهودي فلا يسترق، لان اليهود عبيد الله الذين أخرجهم من أرض مصر فلا يباون بيع العبيد. وهناك تفاصيل كثيرة لست بصدد استيعابها (3). وبهذا تلتقي نظرية اليهود مع فلاسفة اليونان من ناحية تقسيم الناس إلى سادة وعبيد.
موقف المسيحية من الرق:
أما عند المسيحية: فمن الثابت أن دعوة المسيح قائمة على المساواة بين الناس، وهو بذلك لا يلتقي مع العنصرية اليهودية، فنقموا عليه واغروا به الحاكم الروماني فكانت النتيجة: الاتجاه إلى قتله وصلبه، وقاسى أتباعه من بعده نفس المصير، فاستشهد كثير من حواريه واشتد ضغط الرومان عليهم بترك دعوة المساواة، فنشأت عندهم فكرة المساواة بالروح بين الناس، أما الجسد فهو في الدنيا ويخضع لقوانين الدنيا فيطيع كل ذي سلطان عليه، ومن أجل توطيد سلطة الحاكمين صوروا السلطة بأنها ترتيب من الله تعالى يجب الخضوع له خضوعا

(1) سفر التكوين، الاصلاح التاسع، فقرة 20 - 24.
(2) سفر التثنية، فقرة 12 - 14.
(3) سفر اللاويين، فقرة 42 - 55.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 181 182 183 184 185 186 187 189 190 191 ... » »»