يقف هؤلاء الابطال في الليالي الظلماء خلف الدبابات على خط النار بين يدي ربهم عز وجل، يناجونه ويتضرعون إليه ويسجدون على تراب الجبهة ويطيلون السجود والبكاء حتى تبتل ارض الجبهة بدموعهم.
ولئن كان هؤلاء الابطال لا يتركون صلاة الليل على خط النار وفي مواجهة العدو فإنهم يقتفون في ذلك خطى قائدهم الامام الخميني حفظه الله.
يقول الشيخ الأنصاري أحد المقربين إلى الامام في ترجمة حياة الامام حفظه الله:
(لم يترك الامام صلاة الليل منذ خمسين سنة) فالامام يتهجد في كل ليلة، في المرض، وفي الصحة، وفي السجن وخارج السجن، وفي حالة الابعاد، وحتى على سرير مستشفى القلب في الليلة التي أمر الأطباء بنقل الامام من قم إلى مستشفى القلب في طهران لم يترك الامام صلاة الليل في تلك الليلة، كانت ليلة عسيرة وكان الثلج قد نزل بكميات كبيرة وبقي الامام في سيارة الاسعاف على تلك الحالة عدة ساعات ومع ذلك عندما استقر الامام على سرير مستشفى القلب في طهران بادر إلى صلاة الليل وفي الليلة التي انتقل فيها الامام من باريس إلى طهران صعد إلى الطابق العلوي من الطائرة وصلى هناك صلاة الليل.
(لا يترك الامام تلاوة القرآن في كل فرصة مناسبة وعادة يقرأ القرآن بعد صلاة الصبح، وقبل صلاة الظهر والعصر، وقبل المغرب والعشاء، ويتفق كثيرا عندما ندخل نحن على الامام نجده يقرأ القرآن) (22).