إلي وانا أبكي، فقال ما بكاؤك يا أبا الدرداء؟ فقلت: بما أراه تنزله بنفسك فقال (ع):
كيف بك إذا رأيتني ادعى إلى الحساب، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب، واحتوشتني ملائكة غلاظ شداد وزبانية فظاظ، فوقفت بين يدي الملك الجبار وأسلمتني الأحباب، ورفضني أهل الدنيا لكنت أشد رحمة بي بين يدي من لا تخفى عليه خافية (8).
دخل ضرار بن ضمرة على معاوية بعد قتل أمير المؤمنين (ع) (فقال: صف لي عليا؟ فقال : أعفني فقال: أقسمت عليك لتصفنه.
قال: أما إذا كان ولا بد فإنه كان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنفلق الحكمة من لسانه، يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس بالليل ووحشته وكان غزير الدمعة طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما خشن ومن الطعام ما جشب كان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ويأتينا إذا دعوناه ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا وقربنا منه لا نكاد نكلمه هيبة له.
يعظم أهل الدين ويقرب المساكين، لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله..
واشهد لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله وغارت