الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ٦٩
بشكل يقول فيه للنبي الأكرم (ص) بأن يترك هؤلاء وآمالهم غير المجدية حتى تنكشف التعاسة لحظة الموت:
(ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون) (1).
ذرهم وما اختاروا لأن الأشخاص بهذه الشاكلة لا يمكن هدايتهم، دعهم واعتقاداتهم الخرافية، ينسجون حولهم الآمال والأماني منشغلين بها فلا يفتحون عيونهم إلا فجأة ليشاهدوا لحظة الاحتضار.
القرآن الكريم في موضع آخر ينذر هؤلاء، وإنذاره أهم من هذا، فيقول: المؤمنون لهم نور يوم القيامة، سوف تنقلب صلاتهم وصومهم ووضوؤهم وغسلهم ومساعدتهم للناس إلى نور يسعى بهم إلى الجنة.
أما أولئك الذين انشغلوا بالأماني ولم يفكروا بالآخرة فليس لهم نور وإنما يعيشون في الظلمة، يوم يقولون لأصحاب النور اصبروا وانتظرونا لنلتحق بكم لعلنا نستفيد من نوركم.
فيقول لهم المؤمنون ارجعوا إلى الدنيا كي تحصلوا على النور، ليس هذا موضع انتفاع أحد من نور الآخر، ليس هذا موضع تهيئة النور ثم يذكر القرآن ذهاب كل من أهل الجنة إلى جنتهم وأهل النار إلى النار والحوار الذي يحصل بينهم ويفهم من القرآن الكريم أن أهل الجنة وأهل النار يرى بعضهم البعض الآخر ويكلم بعضهم البعض الآخر.
ومن تلك الحوارات ان أهل النار يخاطبون أهل الجنة، ألم نكن معكم؟ يعني كنا شيعة ومسلمين، فما الذي حدث لتكونوا من أهل الجنة ونحن من أهل النار.
فيجيبونهم: الفرق بيننا وبينكم انكم خدعتم أنفسكم، وتربصتم وتحكم في قلوبكم الجهل والتردد والشك والتخيل.
وغرتكم الآمال، حتى حضركم الموت، فساقكم شيطانكم إلى النار، يقول القرآن الكريم:
(يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم) (2).
يقولون اعطونا قليلا من نوركم.
(قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا).
فيقولون لهم عودوا إلى الدنيا وهيئوا لكم نورا، هنا لا ينفعكم هذا الكلام.
(فضرب بينهم بسور له باب باطنه في الرحمة وظاهره من قبله العذاب * ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»