لا يترك الدنيا بلا إيمان فقط، وإنما يتركها وقد ملئ قلبه عداء لله ولأمير المؤمنين (ع) ولعزرائيل والملائكة المحيطين به.
أنا أرجو من الشباب أن يكثروا من دعاء (اللهم اجعل عاقبة أمرنا خيرا) ولا تجعل لنا تلك العاقبة سيئة كأن نخرج من هذه الدنيا وفي قلبنا غل لأمير المؤمنين بسبب الشك والجهل لحظة الموت ورغم عمر سبعين عاما أو ثمانين عاما نقضيه ونحن نردد يا علي يا علي.
2 - الشك:
أما القسم الثاني من الجهل فهو الشك، حالة التردد، هل الثورة سليمة أم لا؟ هل نهج علماء الدين سليم أم لا؟ هل الإسلام صحيح أم لا؟ هل التشيع صحيح أم لا؟
هذه حالة الشك والتردد. وكما تدمر هذه الحالة دنيا الإنسان فإنها تقضي على دينه أيضا، وهي حالة تؤذي النفس لأنها أشبه بالشوكة التي تسبب وخز الروح بين الحين والآخر فلو أن شوكة كانت في العين على الدوام فكم تسبب من الأذى.
أذى النفس والروح بسبب الشك والتردد يشبه ذلك لكي تتجنب هذه الحالة وخاصة من أمور الدين والاعتقاد يجب أن يكون اعتقادك راسخا ثابت القدم، وكذلك الاعتقاد بأي شئ آخر.
إذا كنت ثوريا، فكن ثابتا، لكي لا تتزعزع بما فعل ذاك وبما جرى هناك وماذا كان وما يكون.
ورد في المؤمن عن الإمام الصادق (ع) روايتين.
- ثبات القدم في الإيمان:
الرواية الأولى: " المؤمن كالجبل الراسخ لا تحركه العواصف ". أي أن المؤمن ثابت في إيمانه ثبات الجبل إذ لا يتزحزح عن مكانه مهما اشتدت العواصف والسيول.
المؤمن ليس شكاكا، المؤمن في اعتقاده ثابت كالجبل لا تؤثر به أي حادثة أو مصيبة (لا تحركه العواصف).
الرواية الثانية: " المؤمن كالسنبلة " يعني المؤمن مثل ساق نبتة الحنطة، ينحني للريح ولكنها لا تستطيع اقتلاعه من الأرض، يعني إذا كنتم كالسنبلة تميلون يمينا ويسارا فكونوا ثابتين في الأرض ثبات الجبل.
أيها الشباب، كونوا في اعتقادكم كالجبل، وليسكن اعتقادكم استدلاليا ومع البرهان واثبتوا على ذلك.
ومن الخطأ التقلب يوما هذا ويوما