الصلاة على محمد وآله في الميزان - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٦
بل نزول الآية فيهم مما أجمع عليه علماء المسلمين، ولا خلاف فيه لأحد منهم وقد احتج بالإجماع على ذلك الإمام أبو الحسن الرضا (على جماعة من علماء أهل العراق وخراسان في مجلس المأمون وبمحضره بمرو، وأعترف المأمون (1) بذلك الاجتماع وأقره العلماء أيضا.
وكان احتجاج الإمام (عليهم يتضمن تفضيل عترة النبي (ص) وأهل بيته واصطفائهم على سائر الأمة الإسلامية، وقد احتج الإمام عليهم بآيات عديدة من القرآن المجيد، فكان مما احتج به عليهم أن قال، وأما الآية السابعة فقول الله عز وجل: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (قالوا (أي الصحابة): يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك، فكيف الصلاة عليك؟ فقال (ص): اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف. فقالوا: لا. فقال المأمون:

(1) المأمون هو عبد الله بن هارون الرشيد وهو سابع خلفاء بني العباس وقد نص العلماء من المؤرخين أنه لم يكن في بني العباس أحد أعلم منه. راجع ترجمته في كتاب حياة الحيوان ج 1 ص 135 ط القاهرة دار التحرير، وكتب التأريخ كما أن له محاجاة علمية مع بعض العلماء دلت على تفوقه عليهم ومنها محاجاته مع الفقهاء - وهم أربعون فقيها - في أفضلية علي (أمير المؤمنين على الناس بعد رسول الله (ص) واعترافهم أخيرا له بالحق الذي يدين الله به. راجعها في (العقد الفريد) لابن عبد ربه الأندلسي في ج 5 ص 92 - ص 101 تحت عنوان (احتجاج المأمون على الفقهاء في فضائل علي (ط القاهرة سنة 1385 ه‍ وقد اختصرها، وتجدها في كتاب (عيون أخبار الرضا) لشيخنا الصدوق مفصلة وكاملة ج 2 ص 185 - 2000 ونقلها عن الصدوق المجلسي في بحار ج 49 ص 189 - 208 في الجزء المختص بالإمام الرضا (فراجعها فإنها مهمة جدا.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 11 12 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»