الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣١٧
وأخيرا انتقل الملك بعد طالوت إلى داود وانزل الله عليه الزبور وعلمه صنعة الحديد ولينه له وصنع منه الدروع وأمر الجبال والطير يسبحن معه ولم يعط مثل صوته، فأقام داود في بني إسرائيل وقد أعطي قوة في عبادته وبدنه.
موارد الاستشفاء والعبر بالقصة وآياتها أولا: - الهدف من القصص القرآنية الهداية إلى الحق ان من المعلوم الذي لا ريب فيه ان القرآن المجيد بمجموع معارفه كتاب هداية عام للأجيال كلها منذ انزل إلى يوم القيامة، ولم يكن كتاب تاريخ ولا كتاب قصص وانما هو كلام إلهي: (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور ([المائدة / 17].
ومن هنا نرى انه عند استعراضه بعض القصص لا يذكرها بتمام أطرافها وجهات وقوعها ولا يعين غالبا زمانها ولا مكانها وقد يغفل ذكر أربابها أيضا وانما يأخذ من القصة ما فيها من العبر والمواعظ وبيان السنن الاجتماعية في العصور الخالية والأمم الغابرة لتعتبر بها الأجيال من هذه الأمة وغيرها.
وهذا ما تدل عليه عدة آيات كقوله تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ([يوسف / 112]، وكقوله تعالى: (يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ([النساء / 27]، وكقوله تعالى: (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»