الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣١٥
وقوله تعالى: (فيه سكينة من ربكم (فإن التابوت كان يوضع بين يدي العدو وبين المسلمين فيخرج منه ريح طيبة له وجه كوجه الإنسان.
ويقول العلامة الطباطبائي: ان السكينة روح إلهي يوجب السكينة في القلب والاستقرار في النفس والربط في الجأش (1)، على اختيار الله له بجعله ملكا على بني إسرائيل، إذ لو لم تكن ملوكيته باختيار من الله لما كانت له آية أصلا.
ويقول الإمام الباقر (ع) في حديثه: فأوحى الله إلى نبيهم أن جالوت - وهو الملك المتجبر - يقتله من يستوي عليه درع موسى (ع) وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب اسمه داود بن آسي، وكان آسي راعيا وكان له عشرة بنين أصغرهم داود فلما بعث طالوت إلى بني إسرائيل وجمعهم لحرب جالوت بعث إلى آسي أن احضر ولدك فلما حضروا دعا أولاده واحدا واحدا فألبسهم درع موسى (ع) فمنهم من طالت عليه ومنهم من قصرت عنه فقال لآسي: هل خلفت أحدا من ولد؟ قال: نعم أصغرهم تركته في الغنم يرعاها، فبعث إليه أحد أبنائه فجاء به فلما دعي أقبل داود ومعه مقلاع - وهو مقذاف يكون للرعاة يرمون به الأحجار - قال الإمام (ع): فنادته ثلاث صخرات في طريقه فقالت: يا داود خذنا معك فأخذها في مخلاته، وكان داود شديد البطش قويا في بدنه شجاعا، فلما جاء إلى طالوت ألبسه درع موسى فاستوت عليه، فعندها توجه طالوت بجنوده إلى قتال جالوت وجنوده، قال لهم وهم في طريقهم إلى القتال: ان الله مبتليكم، أي مختبركم، في هذه المفازة، وهي الفلاة بنهر فمن شرب منه فليس من حزب الله ومن

(1) (الميزان) ج 2 ص 305، * أقول تعظيم هذا التابوت - في الحقيقة - هو تعظيم لموسى (ع) وهكذا تعظيم أضرحة النبي (ص) وأهل بيته الأطهار ومشاهدهم المشرفة إنما هو تعظيم لهم " فأعتبر.
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»