الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٣٦
ويتحقق النصر الإلهي خصوصا إذا كرر الباغي بغيه بعدما عوقب على بغيه الأول من قبل المبغي عليه كما قال تعالى: (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور ([الحج / 61].
أسباب تولد البغي والبغي الذي هو تجاوز الحد الشرعي والعقلي وهو أيضا ظلم الآخرين والفتك بهم يتولد من جهات عديدة منها الحسد، وهذا يقع كثيرا بين الناس بل يقع حتى بين الأخوين كما في بغي أولاد يعقوب (ع) على أخيهم يوسف حيث ألقوه في غياهب الجب بغيا منهم عليه وحسدا له وأخيرا كانت العاقبة الحسنة له في الدارين لثباته على الحق وتحمله المحنة والابتلاء، وتارة يتولد البغي من الصفات الخسيسة كالجشع والنهم وحدوثه ممن يتصف بذلك محسوس ملموس وبغي هؤلاء مقصور غالبا على الجهة المالية وربما يؤدي أيضا إلى إزهاق النفوس المحترمة توصلا إلى ما تعلقت به أطماعهم وانقيادا إلى شهواتهم.
وهذا هو حال قطاع الطرق واللصوص والسراق المنتشرين في كل قطر ومصر وزمان ومكان، وقد فشت هذه الحالة الإجرامية الخسيسة في زماننا هذا وانتشرت انتشارا فظيعا حتى فقد الأمن والأمان بين الناس الأبرياء وأصبح الكثير منهم لا يأمن على نفسه وماله وعرضه من هؤلاء المفسدين في الأرض الذين لا يخافون من الله القوي العزيز وبطشه بهم ولا يخافون من السلطات القائمة التي لا تنفذ حكم الله فيهم من قتلهم وصلبهم أو قطع أيديهم
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»