الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٤٧
أشار هذا الأديب بقوله: هل سيئاته أتت ناقصة أم حسنات عنده زائدة؟ إلى ما جاء عن النبي (ص) أنه قال: يؤتى بأحدكم يوم القيامة فيوقف بين يدي الله تعالى ويدفع إليه كتابه فلا يرى حسناته فيقول: إلهي ليس هذا كتابي فإني لا أرى فيه طاعتي، فيقول له: ان ربك لا يضل ولا ينسى ذهب عملك باغتيابك الناس. ثم يؤتى بآخر ويدفع إليه كتابه فيرى فيه طاعات كثيرة فيقول: إلهي ما هذا كتابي فإني ما عملت هذه الطاعات فيقول له: ان فلانا اغتابك فدفعت حسناته إليك (1).
واختصر هذا المعنى إمامنا الصادق (ع) حيث قال: الغيبة حرام على كل مسلم وإنها لتأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب (2).
قصة الحسنين (ع) مع الشيخ الذي لا يحسن الوضوء وعوض ان يستغيب أخاه المؤمن بما يعلم فيه من عيب أن يرشده ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر بالرفق واللين كما أمر الشرع المبين وبذلك يكون مقتديا بالحسنين (ع) اللذين شاهدا شيخا يتوضأ ولا يحسن وضوءه فأخذا بالتنازع بينهما أيهما أحسن وضوءا من الآخر أمام ذلك الشيخ ثم طلبا منه أن يكون حكما بينهما ثم توضيا أمامه، وهو ينظر إليهما ثم قالا له: أينا يحسن الوضوء؟ قال: كلاكما تحسنان الوضوء ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن وقد تعلم الآن منكما وتاب على يديكما ببركتكما وشفقتكما على أمة جدكما (3).

(1) (جامع السعادات) ج 2 ص 306.
(2) المصدر السابق ص 305.
(3) (البحار) ج 43 ص 319 نقلا عن (عيون المحاسن).
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»