الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٤٣
من سبهم والقول فيهم والوقيعة في بدعهم يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة (1).
وعن أبي عبد الله عن أبيه (ع) انه قال: ثلاثة ليس لهم حرمة صاحب هوى مبتدع والإمام الجائر والفاسق المعلن الفسق (2).
ويجوز للمظلوم اغتياب ظالمه بقصد الانتصار عليه واسترجاع حقه ويدل على ذلك قوله تعالى: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما ([النساء / 149].
ونعود لتعريف الغيبة في قولهم: أن تذكر أخاك ثم يقولون: بما فيه أي بعيوب موجودة فيه ومتصف بها سواء كانت تلك العيوب في دينه كقول المستغيب ظالم فاسق عاق لوالديه متهاون بالصلاة.. الخ، أو في بدنه كقوله: قصير أعمش أعرج أطرش.... الخ، أو في أخلاقه كقوله: سئ الخلق متكبر بخيل لا يسلم أحد من لسانه.. الخ، أو في أفعاله كقوله: لا ينطق إلا بالكلام البذيء أو السب أو الكذب أو انه ثرثار.. الخ، أو في نسبه كقوله: خسيس النسب أو كان أبوه مجرما أو كانت أمه حقيرة أو هو من بيت لئيم، أو في غير ذلك مما يتعلق به وما فيه.
أما إذا عبته بعيوب لم تكن فيه أصلا فهذا هو البهتان. قال النبي (ص) في وصيته لأبي ذر: يا أبا ذر اعلم أنك إذا ذكرته بما فيه فقد اغتبته وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته (3).

(1) (آفات اللسان) للسيد عز الدين الموسوي نقلا عن الكافي للكليني.
(2) (آفات اللسان) للسيد عز الدين الموسوي نقلا عن قرب الإسناد.
(3) راجع الوصية في (مكارم الأخلاق) للطبرسي ص 537 - 556 وتجد النص ص 552.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»