الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٤٩
وقال فيه: (ما ضل صاحبكم وما غوى (2) وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4) علمه شديد القوى ([النجم / 3 - 6].
وعلى كل يجب علينا حفظ ألسنتنا عن ذكر عيوب المسلمين وكشف عوراتهم في غيبتهم وقد أحسن الإمام الشافعي حيث يقول:
وعيشك موفور وعرضك صين فكلك عورات وللناس ألسن فصنها وقل يا عين للناس أعين وفارق ولكن بالتي هي أحسن (1).
إذا شئت ان تحيا سليما من الأذى لسانك لا تذكر به عورة امرئ وعينك إن أبدت إليك معائبا وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى.
ومما يلزم إلفات النظر إليه هو ان السامع للغيبة يجب عليه ان ينكرها على المستغيب بقدر ما يتمكن من الإنكار باللسان أو القلب وإلا إذا كان غير متمكن من الإنكار فعليه أن لا يسمع قول المستغيب بل يصون سمعه عن سماع الغيبة وإلا يكون شريك المستغيب بالإثم، يقول بعض الأدباء:
كصون اللسان عن النطق به شريك لقائله فأنتبه.
وسمعك صن عن سماع القبيح فإنك عند سماع القبيح.

(1) راجع ديوان الشافعي، ص 84 بتغيير يسير.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»