الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٤٥
ويظن بأن الآخر يتآمر عليه، وأنه قد يستهدف القضاء عليه. وعندما نتعمق في داخلها لا نجد سوى الحب الذي يضيع خلف ركام من عدم التفاهم وعدم إبراز هذه العواطف المتبادلة والود المشترك.
الآثار المدمرة:
للتشاؤم في جميع صوره آثاره المدمرة في الحياة الزوجية، وقد يجر في بعض الأحيان إلى الطلاق وانهيار الأسرة أو قد يعصف بسمعة أحد الطرفين الذي يجد نفسه في موقف صعب لا يمكنه فيه من رد الاعتبار إلى كرامته المهدورة.
إن سوء الظن ينسف أول ما ينسف أساس الاتحاد بين الزوجين ويفقدهما القابلية على الاستمرار، إذ يتجلى ذلك من خلال الأحاديث الخاملة والتعبير عن الاحتقار ورؤية الحياة من خلال منظار مظلم وأنها مليئة بالآلام التي لا يمكن علاجها.
من الأخطار الأخرى التي قد تنجم عن سوء الظن هو زوال الإحساس بالعزة والكرامة مما يجعل حياة الزوجين في معرض خطر داهم، إذ أن الحياة الزوجية تتطلب من كلا الطرفين حماية الطرف الآخر، وحالة سوء الظن تعني زوال هذا الجانب وانكشاف الواقع إذا صح التعبير.
بواعث الشك:
من الضروري الإشارة إلى الأسباب والبواعث التي تمكن وراء الشكوك وإساءة الظن، وعلى أساس البحث - من خلال رسائل الشباب وبعض وجهات النظر يمكن الإشارة إلى ما يلي .
1 - التسيب:
قد يبدو الزوجان من خلال المعاشرة مع الآخرين في حالة من التحلل وعدم الالتزام، خاصة لدى حضورهما معا في المحافل العامة، وخاصة في أحاديثهما أو إطلاق الضحكات التي تجعلهم محلا للانتقاد، وقد يبدو أنهما متساهلان في ذلك، ولكن التراكمات تتجمع في الأعماق مما تولد الحقد الذي يظهر في أول فرصة مناسبة.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»