الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٤٤
الفصل الثالث الشكوك وسوء الظن الزواج في حقيقته نوع من الاتصال والاتحاد بين عالمين مختلفين وحياتين لهما خصائص مختلفة. والزواج لا يعني إلغاء خصائص الزوجين، بل يعني التمتع بالحياة سوية والشعور بالاستقرار والطمأنينة في ظلال من الحياة المشتركة.
ولذا فإن مثل هكذا حياة ينبغي أن تنهض على أساس من الحب المتبادل والصفاء والتفاؤل وإلا فلا يمكن لها الاستمرار بسلام.
من المشاكل التي تعترض الحياة المشتركة هو التشاؤم وسوء الظن الذي يهدد السلام العائلي بالخطر، ذلك أنه ينسف في بدايته عرى التفاهم، وبالتالي يفجر الصراع.
صور من سوء الظن:
ينجم عن سوء الظن بروز حالة النزاع الزوجي في الأسرة من خلال بعض العلل والأسباب، فمرة يظهر سوء الظن في الجانب الاقتصادي، حيث يشعر أحد الطرفين بأن الآخر يخفي هذا الجانب دونه، فقد تظن المرأة - مثلا - بأن زوجها يتقاضى مرتبا أكثر بكثير مما يعلن عنه وأنه ربما يدخره أو يصرفه في موارد لا علم لها بها.
ومرة يظهر الشك في جانب آخر يرتبط بالعفة وطهارة الثوب، في حين ليس هناك سوى الشك فقط الذي ينجم عادة عن الغيرة.
ومرة يبرز سوء الظن عن الإحساس بالتآمر حيث يشكك أحد الطرفين
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»